Wednesday, February 26, 2014

في رثاء "أحمد فؤاد نجم"



.يا النجم، جفناك حائران، وقلبُكَ ثائر، يدُكَ قبضةٌ للصّوتِ، جبينك أبيض، ونومك ساتر

لو أنَّ الرثاةَ علموا أنَّ هناك أشخاصاً أقوى من الموت، وأنَّ أعمدةً خضراءَ تتشابكُ في هواءِ وجودك، والمطرُ حولَك يغزلُ بعضَ الشّباب، لعَلِموا، أنتَ أكبرُ من فكرةِ الموت.
لم يمُتْ أحد، رصاصُكَ في العودِ يعود، وبقايا جفافِ وجهِك تنثرُ قمحاً للميادين، ومرآتُكَ تعكس رؤيةَ الأرضِ في أبنائها، ونجمُكَ يسكبُ الليلَ على الخائفين، وكلامك يطير كالحمام، وما أنتَ إلا أنت، تريد السلام
.تَشقُّقُ حكاياتِك خريطةٌ للأبناء، وجلابيتُكَ البيضاء قصةٌ قصيرةٌ عن البلاد
يا البهيّة، حبيبُك ذَهَب، في عنقكِ، أغنيةُ الفرحةِ في قلبكِ، يمسحُ الغطاءَ عن الشمس -مع أنها شمس_، ويرتّب أسطورةَ حفل زفافكِ، أراد الطرحة بيضاء، وهو يقول بصوتٍ من حجر: الموت قراري، لن أذهب لأطيب الخواطر، لن أودع من حولي، الموت قراري، ولن أموت حتى أرى بهية بالطرحة البيضاء، لا الحمراء، وأرى الورد كثيراً، وأبنائي كثر، وإن متُّ يوماً، بعدها، سيكون الموت قراري

ورغم كبرك، كلامك أكبر، وحركة يدك الضعيفة تصفع الرياح، وتنبت في ترتبتك بذوراً ترسم ما سيأتي، وأنت الفقير، وكلهم
أغنياء، وأنت الضعيف، وهم أقوياء، ياللمفاجأة، لم أرَ شاعراً غيرك

يا البهية، مع أن جزءاً منك ذهب إلى الله اليوم، لم يمت أحد


No comments:

Post a Comment